الخميس، ١٧ ديسمبر ٢٠٠٩

رداً على السيد المحترم رئيس تحرير جريدة الأهرام "د. البرادعي.. أوهام مابعد التقاعد!"...

فى صباح يوم الجمعة الماضية الموافق 4 ديسمبر 2009 فاجأنا أ/ أسامة سرايا رئيس تحرير جريدة الأهرام بمقال متنوع فى موضوعاته ومن ضمن هذه الموضوعات موضوع بعنوان "د. البرادعي.. أوهام مابعد التقاعد!" وكنت أقرأه مندهشاً من الاسلوب الهجومى والذى وصل أحياناً الى التهكم على د.البرادعى والخروج من سياق القضية التى تحدث فيها والتطرق الى بعض الجوانب التى لم أعتاد على رئيس تحرير لجريدة الأهرام بكل تاريخها أن يتطرق لها وبهذا الأسلوب .. وهذا هو المقال ثم رسالتى التى بعثت بها الى السيد المحترم رئيس تحرير الأهرام رداً على مقاله هذا .

د. البرادعي.. أوهام مابعد التقاعد!
أدلي الدكتور محمد البرادعي بتصريح للصحف القومية والمستقلة حول نية ترشيحه لانتخابات الرئاسة القادمة, طالب خلاله بشروط غير غائبة عن الواقع السياسي المصري كما نعرفه في السنوات الأخيرة. ويبدو أن فترة غيابه الطويلة عن مصر ـ والتي بلغت أكثر من27 عاما ـ قد أبعدته عن الواقع المصري الذي شهد متغيرات كبيرة أبرزها التعديلات الدستورية التي فتحت مجالات الحرية والمنافسة علي منصب الرئيس, وشكلت لجنة قومية مستقلة ومحايدة تتولي تنظيم جميع الإجراءات الخاصة بالعملية الانتخابية لضمان نزاهتها( كما طالب في بنده الأول).

الدكتور البرادعي بعد تقاعده.. يبدو في تصريحه الأخير مازال يحمل ضغينة لبلاده ـ فأراد أن يحمل تصريحه أوجها تعود بالنظام السياسي المصري للمربع رقم1 قبل التعديلات الدستورية الأخيرة, مطالبا بدستور جديد.. وواصفا الوضع القائم بغياب الفرص المتكافئة.

ويجب أن يكون مفهوما للدكتور البرادعي ـ ولغيره من المرشحين أو المتطلعين للترشيح للمنصب الرفيع كما وصفه في خطابه ـ أنه من الضروري علي الجميع احترام الدستور الحالي وشروطه, وليس تفصيل دستور ـ كما يريد, يحقق رغبات وطموح البعض أو جهات خارجية للتحكم في مصير مصر, والوثوب علي المنصب الكبير لحساب مصالح متعددة.

الدكتور البرادعي لم ينس أنه كان مرشحا محسوبا علي الأمريكيين والأوروبيين وتيارات أخري ضد مرشح مصر في ذلك الوقت الدكتور محمد شاكر, واحترام الدستور الحالي يكفل للمنصب الرفيع أن يحصل عليه من يستحقه ومن هو جدير به, وأن يكون ملما ومستوعبا قضايا الداخل وكل قضايا الخارج.. ولا يكفي أن يكون خبيرا في شئون نزع السلاح النووي فقط.

للترشيح للمنصب الكبير يجب أن يكون المرشح مصريا وليس مزدوج الجنسية.. والدكتور البرادعي يحمل الجواز السويدي منذ سنوات. ولعله يتذكر سنوات خدمته القليلة في مصر عندما دخل الخارجية عام1964, وكان ترتيبه في دفعته الأخير, أو قبل الأخير وذهب مباشرة إلي نيويورك للحصول علي بعثة للدكتوراه. والتحق بوظيفة في وكالة الطاقة الذرية.. وعمل مديرا لمكتبها في نيويورك. ثم أصبح مديرا لها.

نتفق مع الدكتور البرادعي في أن الأمر يتعلق بمصير وطن, وأن نتحلي بالقدرة علي الرؤية الشاملة وروح المصارحة والمصالحة دون أن نشغل أنفسنا بالماضي وتبعاته, علي أن نشارك جميعا في بناء مجتمع يقوم علي حرية الرأي وحرية العقيدة.. والحرية من الحاجة.. والحرية من الخوف.. ووضع تكافؤ الفرص والتفكير العقلاني والتركيز علي البحث والتطوير العلمي.. وتحقيق التوازن بين الاقتصاد الحر والعدالة الاجتماعية.

وندعوه إلي إعادة قراءة الواقع المصري الحديث بهدوء وقد أصبح يملك وقتا كافيا بعد تقاعده. ولكننا نرفض توصيفه لكلمتي الأغلبية والأقلية.. فالتاريخ المصري الممتد يرفض اعتبار المسيحيين أو النوبيين أقلية كما تردد بعض القوي التي يستمع إليها أو يقرأها الدكتور البرادعي الآن.

وإذا كان يهدف كما يقول إلي أن نعمل جميعا لضمان مجتمع غايته الإنسان وضمان حق كل إنسان في حياة كريمة آمنة.. فيجب أن تستند قراراتنا إلي هذا الواقع بعمق ورؤية ولا تستند إلي قراءات أو تحليلات صاغتها قوة معادية لبلادنا تبحث عن إثارة الفوضي والقلاقل أو تفتح الباب للتدخل في الشأن المصري الداخلي.. فقد علمتنا التجارب أن المجتمع لايبنيه إلا أبناؤه.. وكفانا تدخلا في شئوننا الداخلية وكفي ما يحدث في العراق وأفغانستان من مصائب كبري علي شعوبها, فالكثير من سياسات التدخل صنعت لبلادنا مصاعب الحياة, وفتحت الباب للفوضي الخلاقة التي بشرنا بها جورج بوش الابن قبل أن يذهب, تاركا خلفه أخطاء سياساته بل وكوارثها في حق شعوبنا وبلادنا ويريد الدكتور البرادعي أن يكررها الآن أو يدعو إليها متصورا أنه يمكنه إحراج مصر ونظامها السياسي.

وقفة موضوعية مع د. البرادعي تدعونا إلي أن نقول له رفقا بنفسك وببلادك ولا تسهم مثل كثيرين من الذين استفادوا من مناخ الحرية والتغيير في مصر في الإساءة لمصر, وأن تكون مطية سهلة لقوة خارجية أو لمجموعات مصالح تتربص بالتجربة المصرية في الإصلاح بمجالاته الثلاثة السياسي والاقتصادي والاجتماعي لمصالح خارجية أو لقوة تفتح الباب تحت ستار الإصلاح والحرية لتبديد مكاسبنا من الإصلاحات التي تحدث في مصر الآن وتبني عليها كل يوم.

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

السيد الأستاذ المحترم / أسامة سرايا رئيس تحرير جريدة الأهرام

تحية طيبة وبعد ،،،


بعد قراءة مقال سيادتكم الأسبوعى فى جريدتكم الغراء الأهرام فى عدد يوم الجمعة الماضية الموافق 4 ديسمبر 2009 صفحة رقم 3 فى الجزء الثالث من المقال الذى يحمل عنوان "د.البرادعى.. أوهام مابعد التقاعد!" كان لى بعض التعليقات عليه وارجو ان يسع صدركم لها مع بعض الاعتراضات ايضاً :

1-ان د.البرادعى ليس غائباً او متغيباً عن الواقع المصرى لهذه الدرجة انه لا يعرف بالتعديلات الدستورية التى تمت مؤخراً وهو لم يطالب بعصا سحرية ليأتى ويرشح نفسه رئيساً للجمهورية لكنه فقط طالب بتوافر بعض الشروط الاخرى التى توجد فى معظم دول العالم الديمقراطية واعتقد انه لم يخطئ حينما يحتاج الى ظروف ديمقراطية مناسبة للترشح لرئاسة الجمهورية.

2-لفظ "الضغينة" الذى ذكرتموه فى المقال واصفين به د.البرادعى وموقفه تجاه بلاده (مصر) فليس من الصواب ابداً ان تستخدم هذه اللغة بين مصرى ومصرى اخر مثله اياً كانت توجهاتهم السياسية.
3-د.البرادعى لم يطلب تفصيل دستور خاص به وقد ذكرت هذا فى البند رقم (1) لكنه طالب فقط بتوفير اجواء جيدة للديمقراطية ليستطيع ان يرشح نفسه رئيساً للجمهورية.

4-أعتقد من وجهة نظرى المتواضعة ان د.البراعى ليس جاهلاً بقضايا مصر الخارجية بالمرة وهو ليس خبيراً فى الشئون النووية فقط لأنه اذا كان كذلك فسيصبح جاهلاً وليس عالماً أما بالنسبة لقضايا الوطن الداخلية هذه النقطة الوحيدة التى قد تكون نقطة ضعفه بغض النظر عن انه ادارياً ناجحاً.

5-ما أهمية ذكر ان ترتيب د.البرادعى كان الأخير عندما دخل الخارجية عام 1964 وهل هذا يفيد او يعطى ميزة او عيب لمرشح رئاسة الجمهورية ؟

6-توصيفه لكلمتى الأغلبية والأقلية كما ذكرتم يتم وبصفة دائمة فى كل الجهات الرسمية والمستقلة فى مصر وهذا لم يخترعه د.البرادعى.

7-اتهام د.البرادعى بأنه يستند فى قراراته الى قراءات وتحليلات صاغتها قوة معادية لبلادنا تبحث عن اثارة الفوضى والقلاقل أو تفتح الباب للتدخل فى الشأن المصرى الداخلى وانه يريد ان يكرر الفوضى الخلاقة التى بشرنا بها جورج بوش الابن قبل ان يذهب تاركا خلفه أخطاء سياساته بل وكوارثها فى حق شعوبنا وبلادنا وهو يتصور ايضاً انه يمكن احراج مصر ونظامها السياسى لا يليق ابداً بعالم فى حجم د.البرادعى بعمله وخبرته وقوته ولا يليق ايضاً بحديث بيننا نحن المصريين وبين عالم ذرة ورئيس تحرير أكبر جريدة رسمية فى مصر.

عفواً أ/أسامة اننى لست معارضاً او مؤيداً لأى طرف من الأطراف لكنى قنوع بما أرى من وجهة النظرى على قدر ثقافتى وتعليمى وخبرتى ورأيت اننى يجب ان اعترض على مقال سيادتكم اعتماداً على المناخ الديمقراطى السائد أخيراً فى مصر وهو ايضاً ما ذكرتموه فى مقالكم وأرى ايضاً ان لغة الحوار هذه بيننا اياً كان خلافنا لا يصح ان تكون بهذه الطريقة لما بها تجريح وتطرق الى جوانب شبه شخصية لشخص د.البرادعى وهذا لا يجب ان يكون بين المصريين وان نكون قوة واحدة حتى نصل لأهدافنا جميعاً وان نصل بمصر الى مصاف متقدم بغض النظر عن انتمائنا ووجهات نظرنا والأهم هى مصلحة الوطن بدون مزايدة من أى منا على الاخر.

وتفضلوا بقبول فائق الأحترام ،،،،

ليست هناك تعليقات: