الأربعاء، ٢٣ سبتمبر ٢٠٠٩

الترقيع المجتمعى ... قضية شديدة الحساسية


أعلنت الداعية المصرية سعاد صالح أستاذ الفقة المقارن بجامعة "الأزهر" خلال احد البرامج الدينية على الهواء مباشرة "عم يتسائلون" أنها على استعداد للتصدق من مالها لترقيع غشاء بكارة الفتيات اللاتي فقدن العذرية.

مع علمى التام بأن هذه القضية شديدة الحساسية والخطورة وخاصةً بين الشباب وخاصةً فى مصر وفى ذلك الوقت الخطير الذى تعصف فيه مصر بالعديد من الكوارث السياسية والاجتماعية والاخلاقية والدينية والذى لانستطيع فيه الصمود بقوة الابكلمة واحدة "ان الله معنا"، فإن هذه القضية اذا تم السكوت والتكتم عليها ولم يتحرك ساكناً فإن مجتمعنا سوف يسقط بلاعودة والى ما لانهاية ويستحيل اصلاحه مرة اخرى لذلك ارجو ان اوفق فى عرض هذا الموضوع بدون ان اخدش الحياء او اتجاوز الحدود الاخلاقية.

لأن دراستى وثقافتى لا تتيح لى أن اتحدث عن هذه القضية من الناحية الدينية وحتى لا اقارن نفسى ببعض علماء الدين الاجلاء الدارسين للفقه فإنى سأعرض القضية من الناحية الاجتماعية ولا اتطرق الى الناحية الدينية كاملةً حتى لا افتى ولا اعرض رأيى غير المتخصص فى الفقه.

كما نعرف ان المرأة هى عصب المجتمع وهى مقياس الالتزام او الانحراف الاخلاقى لأى مجتمع وهى "ترمومتر" يدل على تدين المجتمع فى وجود امرأة صالحة تنجب أولاد صالحين لتخلق مستقبل صالح للمجتمع وتدل أيضاً على انحلال المجتمع فى وجود امرأة فاسدة تنجب اولاد فاسدين لتخلق مستقبل فاسد للمجتمع لذا فهى فقط من يحدد مستقبل المجتمع فى اى دولة فى العالم واى ثقافة اياً كانت.

مع كامل احترامى للداعية سعاد صالح وهى اعلم منى بالجانب الدينى فإنى اختلف معها تماماً من الجانب الاجتماعى والاخلاقى لماذا ؟؟
المشكلة حدثت من فترة لكنها اثارت استفزازى بدرجة كبيرة عندما علقت صالح على الجدل الذي أثاره هذا الرأي قائله: جاءتني مداخلة من سيدة أثناء البرنامج بأن زوجها طبيب متخصص في الجراحة، ويقوم بإجراء هذه العمليات من باب الصدقة، فسألني المذيع: هل أنت موافقة على ذلك، فقلت له "نعم أوافق بأن يتصدق بترقيع غشاء البكارة لأن فيه سترا". 
على قدرتى على فهم الداعية الجليلة انها تريد ان تحلل عمليات "الترقيع" هذه فى حالات الحوادث او الاغتصاب او غيره من دون ارادة اى ان المرأة بدون ارادتها يحدث ما يحدث غصباً عن ارادتها وتفقد عذريتها لكن هذا يفتح الباب على مصراعيه تماماً امام الفئة المنحرفة لتجرى عملية الترقيع مهما كان السبب فى حدوث حادثة فقدها لعذريتها ... كيف ؟؟

وكان الدكتور علي جمعة مفتى الديار المصرية قد أجاز إجراء عملية الترقيع للنساء اللاتي فقدن عذريتهن "لأي سبب كان قبل الإقدام على الزواج" مؤكدا أنه أمر مباح.
ماذا نفهم من عبارة "لأى سبب كان" ؟؟
فلنفترض انها غصباً عنها فيسمح لها بإجراء هذه العملية افتراضاً لأن ليس لها اى ذنب فى هذا لكن ماذا لو كانت بإرادتها وقامت بفعل ما ترديه مع اى شخص وقبل الزواج تجرى العملية وتتوب ولايهم الزوج الذى سيفوز بهذه الزوجة "الصالحة" !!!
ماذا لو قامت الفتاة بأى شئ مع عدة اشخاص وتزوجت بعد فترة ليست بكبيرة وقامت بالحمل ؟؟
اين والده ؟؟ من تزوجته ام من قام بفعل هذه الخطيئة معها !!!

ما اعرفه ونعرفه نحن والله اعلم به من علماء الدين بهذه الفتاوى ان "الزنا" من الكبائر اى هو من المعاصى التى لارجعة فيها اى ان هذه الكبائر ماهى حجم التوبة فيها ؟؟ وماهو الحد الواجب القيام به فى هذه الحالة ؟؟
ام ان الحد هذا عندما يتم غصباً عنها فقط ؟؟ وعندما تكون العملية بإرادتهم فلتغفر لهم معصية الزنا ؟؟
وماذا يحدث عندما يقوم المأذون بإتمام عقد القران ويشهد الحاضرين على اتمام عملية الزواج على "الانسة فلانة بنت فلان البكر الرشيد" ماحكم هذه الشهادة ؟؟ وحكمها على عقد القران
وماهو حكم الغش والتدليس الذى يتعرض له الزوج من جراء عدم معرفته بحقيقة زوجته ؟؟

هل هذا كله يتغاضى عنه الدين ؟؟
بالطبع لا فإن الدين الاسلامى هدفه الاساسى تعمير الارض ونشر الخير فيها وليس الفساد والغش والتدليس والخراب وانحلال المجتمع !!!

وأخيراً فإننا يجب ان نعى ان القضية ليست بمفهوم دينى بحت فقط فإن لها جوانب اجتماعية خطيرة جداً اذا حدثت فلا حاكم لها لا دينياً ولا سياسياً ولا اجتماعياً وسوف تصبح الاخلاق اخر شئ يفكر فيه اى شخص فى مجتمعنا سواء بالنسبة للشاب الذى يجد فى ذلك شئ عظيم بالنسبة له او للفتاة التى تريد فى ذلك منفذ لها فى اى خطأ لها فى اى يوم من الأيام او عندما تضعف نفسها فهى لاتعتبر عاصية وستقتنع بأن الله سيغفر لها لأنها تابت..!!!

مجتمعنا يتعرض لعملية "ترقيع" فهل من معترض !!!

ارجو ان اكون قد وفقت فى عرض الموضوع بطريقة غير متجاوزة وان لااكون قد ساهمت فى تشتيت ذهنك اكثر من تلك الفتاوى والابحاث والدراسات الخطيرة على مجتمعنا.

ليست هناك تعليقات: